الواجبات البيتية مسؤولية الابناء بأشراف الاباء

الواجبات البيتية كانت وما زالت الأداة المثلى التي ومن خلالها يستطيع المعلم وكذلك الطالب تقيم تحقق الأهداف التعليمية للدرس، ومن خلالها يمكن معرفة مواطن الضعف والقصور لدى الطالب لتتم معالجتها، ومواطن القوة ليتم تعزيزها. لكن غالباً ما تواجه هذه الواجبات البيتية بتكاسل من قبل الابناء في أدائها ، وأمام هذا التكاسل، تتحول الواجبات البيتية الى مشكلة يومية متعبة يعاني منها الوالدين والابناء على حدًّ سواء, ما ينعكس على أدائهم من حيث توترهم ليس فقط دراسيا بل أيضاً سلوكياً مع أولياءهم واخوانهم ومعلميهم وحتى زملاءهم.
انطلاقاً من حرصنا على مصلحة أبنائنا وتطورهم على جميع الاصعدة, خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها كون الواجبات المدرسية و البيتية أصبحتا مسؤولية البيت، نود ان نتشارك معكم ببعض الإيضاحات التي نأمل أن تكون مفيدة لنا جميعاً:
أولاً : علينا التذكر بأن أبناءنا جزء من الاسرة وجزء من المجتمع ككل، فالاحداث الأسرية والاحداث المجتمعية لا بد وأن يتأثروا بها سلبا أو ايجابا لذا لا تتوقعوا من الأبناء أن يكون أداءهم ثابتا بتغير الظروف، فالحفاظ على الأمن الأسري هو بداية ضمان التركيز العالي للأبناء.
ثانيا : العطل الطويلة تؤثر على أداء الأبناء وتركيزهم و قدرتهم على الجلوس الى الكتاب ومتابعة التعليمات التي يعتبرها الابناء أحيانا تقييدا لحريتهم فيرفضوا الانصياع لها مهما كانت التعليمات بسيطة.
فإنهاء الواجبات قبل بدء العطلة الطويلة يعد عملاً استباقياً لا بد منه.
ثالثا : مراعاة أن لكل مرحلة عمرية طريقة لأنجاز الواجبات المدرسيه ومستوی مطلوب للأداء فالإلتزام للطلبة من عمر 5 الى 9 سنوات يعد عموماً من المهام الجديدة التي لم يعتد عليها قبلاً لذا يجب التدرج في تعريضهم لهذه المهمه .
رابعاً : الواجبات البيتية للابناء وليست للوالدين فعلى الابناء القيام بواجباتهم بأنفسهم، وطلب المساعدة عندما يحتاجونها فقط. فكونوا هناك للمساندة وليس للتعديل أو إتمام النقص.
خامساً: الإلحاح،وهي طريقة ضغط يستعملها ابناءنا للإضعاف من إرادتنا، فإن ألحّ الابناء على ان يجلس أحد إلى جوارهم ( الام غالباً) يمكن لكم ذلك ولكن اشغلي نفسك باي عمل، فمجرد وجودك الى جانبهم يشعرهم بالهدوء والقوة والامان. لكن دون ان يكون انشغالك بشيء محبب لهم كاستعمال الهاتف او التابلت
سادسا: يواجه الابناء في هذه المرحلة تحدي متمثل في محاولة استيعاب المناهج وأداء الواجبات المطلوبة. وكلما زادت الأعباء زاد شعورهم بالإحباط الناتج عن التراكمات. وهنا يجب عدم تكرار التوجيهات للابناء وهم ففي هذه الحالة، وانما محاولة التسرية عنهم و الزيادة من ثقتهم بانفسهم.
سابعا: قلة التركيز واحيانا انعدامه أمر طبيعي الحدوث ولإعادة الابناء إلى تركيزهم أطلبوا فهم تلخیص المادة الجديدة أو أي شيء يعرفه عنها (شفويا أوكتابيا) وأن يشرحها ( دون إحباطه او إشعاره بانه غير قادر وضعيف الذاكرة) فهذا يمنحه الشعور بالثقة بمعرفته، فهذا الذي يقوم بالشرح لنا نحن الكبار لهو قادر على ايصال المعلومات للآخرين وبالتالي يقل شعوره بالإحباط وعدم القدرة، وهو بالتالي قادر على أداء الواجب البيتي.
ثامنا: لن نتمكن من تعليم أبنائنا الصبر على أداء الواجبات البيتية وبلوغ المستوى الدراسي المرتفع الذي نرجوه إن لم نكن نحن أنفسنا صبورين معهم وقادرين على استيعاب احتياجاتهم وقدراتهم ومستوى معارفهم. فلنعد التفكير في ردود افعالنا واللغه التي نستعملهامع ابنائنا في نقل أفكارنا وتوجيهاتنا.
تاسعاً: اطلبوا من ابناءكم ان يبدأوا الدراسة بالمواد السهلة ( عليهم وليس عليكم، فغالبا ما يُسقط الآباء تجاربهم على أبنائهم دون مراعاة لميول الابناء وقدراتهم) كي يتولد لديه شعور بالإنجاز وهذا يتطلب مستوى عالي من التفهم لقدرات الأبناء ومستواهم الدراسي.
عاشراً: عندما يتقاعس الابناء عن أداء واجباتهم البيتية لا تتشاجروا معهم أو تتوعدوهم بالعقاب بل حاولوا تحميلهم المسؤولية بأن واجباتهم امر خاصا بهم وعليهم تأديتها على أكمل وجه فهذا مستقبلهم وعليهم تحمل مسؤولياتهم من الآن، ومن الممكن أن يترافق الإنجاز مع تعزيز محبب الى قلب الطفل مع ملاحظة البعد عن التعزير المالي.
احد عشر: لا تنزعجوا عندما يتلقى ابناءكم عقوبة من معلماتهم او معلميهم على اهمالهم فعليهم أن يتعلموا من أخطائهم ويتحملوا مسؤوليتها فلا يكرروها.
فالمدرسة و المعلمين هدفهم دائما مصلحة ابنائنا وليس إحباط اعمالهم وآمالهم.
فالإبتعاد عن الحماية الزائدة مع التوجيه والتعزيز تعطي الطفل حرية مسؤولة.
اثنا عشر: تذكروا أن هناك هدفا مخفيا لكل درس أو وحدة في الكتب، فليس هدف درس القراءة – القراءة فقط بل هناك اهداف أخرى موزعة داخل الفقرات يجب مراعاتها في تدريس الأبناء، مع الإنتباه إلى أن هناك مستويات لمعرفة أو تذكر أو تطبيق هذه الأهداف.

خطوات هامة ليكون أداء الواجب البيتي مع ابنائكم ميسراً إلى حدا ما

  1. تجهیز مكان خاص للدراسة للطفل في المنزل على أن تكون كل أدواته المدرسية قريبة منه ( ليس بالضرورة ان تكون غرفه خاصه بل طاوله او جزء من طاوله او مكتب) ولكن على أن يستخدمه الاخرون لنفس الغرض وذلك ليحس بالخصوصية.
  2. إذا شعر الطفل بالملل أثناء أداء واجباته البيتية لا مانع من تغيير المكان لبعض الوقت (ولمره واحد فقط بحيث لاتكون حجه لديه ليغير مكانه باستمرار وبالتالي تضييع الوقت)
  3. قبل البدء بأداء الواجبات البيئية قدموا لأبنائكم وجبة خفيفة ( فالوجبة الكاملة ستؤثر على أدائه فيخف تركيزه إذ تتوجه طاقة الجسم الى هضم الطعام ) أو كوبا من العصير، واطلبوا منه أن يقضي حاجته، و ذلك كي لا تبقى لديه حجج يمكن ان يستغلها ليترك أداء واجباته البيتية.
  4. لاتبالغو بتذكير الطفل بأداء واجباته البيتيه حتى لا يكره هذه المهمة. وإن كان ولابد من التذكير فليكن بطريقه محببه كوضع ورقه ( تذكر يا بطل واجباتك) وما الى ذلك من عبارات على باب غرفتة أو مقعده المفضل.
  5. اعتبار أداء الواجبات المدرسية عادة يومية ( ليست فقط مرتبطة بكم الواجبات التي تعطيها المعلمات أو المعلمين) يخفف من حدة المشكلة. وعدم اطلاق تعليقات من مثل (الحمد لله لا يوجد واجبات اليوم ) وكأن الواجبات عقوبة وقد أُعتق منها الطالب لهذا اليوم.
  6. اتفقوا مع الطفل على تعديل اوقات النوم ومشاهدة التلفاز، من خلال إخباره بضرورة تنظيم وقته لتحسين أفضل مستوى دراسي ومستقبل باهر. على ان يكون البرنامج فيه اوقات فراغ بعيدا عن الملل بحيث تقدم الواجبات دون ضغط.
  7. حاولوا منح طفلكم وقتا للراحة بين الواجبات كي لا يشعر بالملل، ولكن يجب ان لا تزيد هذه المرة عن10-15 دقيقه حتى لا يتشتت، وبالتالي يتكاسل عن أداء باقي الواجبات ويضيع الوقت في إقناعه بالعودة إلى أدائها. وحاولوا الا تكون الاستراحة أمام التلفاز أو فیلم كرتوني أو موبايل ……… يشد الطفل و بالتالي يعتبر الواجب الدراسي عقوبة تبعده عمّا يحبه.
  8. اتفقوا مع الطفل على موعد يومي محدد يقوم فيه بإنهاء واجباته البيتية. ودعوه يختار التوقيت المناسب له (من خلال عرض الأوقات الممكنه عليه) وبذلك نضمن نوعا ما أنه سيكون أكثر التزاما.
  9. من الضرورة متابعة مستوى الطفل مع معلميه والأخذ بملاحظاتهم عن ادائه فَهَمُّهُم دائماً مصلحته وتقدمه وليس انتقاده، واي انتقاد يوجههه المعلمون لطفلكم ليس انتقادا او انتقاصا من تربيتكم بل يد مساعدة لكم لرقي باطفالكم.
    10.اذا التزم الطفل باداء الواجبات البيتيه في موعدها بشكل منتظم ومنظّم يجب أن يكافأ ویتم تشجيعه على هذا الإلتزام ( حتى وإن كان أداءه غير کامل).
  10. على الطفل أن يؤدي واجباته البيتية بمفرده، على أن يطلب المساعدة من والديه أو إخوته الأكبر سنا لكن دون أدائها عنه، او التلميح بالإجابات، وإن تعذّر عليه أداء واجب ما لمدة تزيد عن 15-20 دقيقة وجب نقله الى واجب اخر ثم العودة الى الواجب الأول، بعد تشجيعه بأنه قادر و الدليل أنه قام بحل الواجب السابق.
  11. تشجيع الطفل وباستمرار على أنه قادر على أداء واجباته، وعدم اللجوء الى إحباطه، أو إطلاق الأحكام المباشرة عليه ( فاشل/ غبي/مش عارف اشي/ شكلك مش فاهم إشي/ عقلك مش أدبي/عقلك مش علمي/ ….. ) لانه لم يثبت علميا بان العقل انواع، او ان العلم يمكن تجزئته، وهذه التصنيفات هي اجتهادات فقط ليس الا، وبالتالي لا يمكم ان يتم تقييد الطفل فيها.
    ارجو ان تكون في هذه الاضاءات الفائده لما فيه من مصلحه ابناءنا، فاستخدام عادات الدراسه الجيده واداء الواجبات البيتيه المنتظم يؤدي الى بناء انسان ناضج يمتلك حس عالي بالمسؤوليه وقادر على داء واجباته الاجتماعيه والاقتصاديه وتحمل تبعاتها وواجباتها وضغوطاتها.
    فلا بد وان يكون بناء الانسان الواعي الملتزم شعارنا في كل اداءاتنا.

جمانه زيتون
خبيرة تربوية

Comments (0)


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *